12 قتيل و 19 مصاب برصاص الغدر بمركز ببا
تقرير أعده / ياسر أحمد
كشفت المواجهات التى حدثت بين الشرطة والمواطنين يوم 29 من يناير الماضى عن حدوث خلل كبير واضح بين جهات الشرطة والمواطنين .
وكما هو معلوم أن الضغط يولد الانفجار فكان بركان غضب من المواطنين تجاه النظام يتمثل فى مطالبته بالحقوق التى يسعى لتواجدها وتحقيقها وهى مطالب مشروعة ومتاحه.
قام المواطنون بمدينة ببا بالتعبير عن تضامنهم مع أفراد الوطن المتظاهرين بأنحاء الجمهورية والمعبرين عن مطالبهم تعبيرا سلميا واضحا وهو ما يعبر عنه المراقبون بأنها ثورة بالمعنى الدقيق الحقيقي ولكن النتيجة في ببا كانت على غير المتوقع.
فى البداية يقول حسين فاروق أحد المتظاهرين لقد تظاهرنا سلميا وكنا ما يقرب من ثلاثمائة فرد ولا نريد أحتكاكا مع أحد ولكن بسيرنا في شارع التحرير وبمسلكنا طريق الإبراهيمية حدث ما لم يكن متوقعا .
ويضيف خالد جاد الله أحد المصابين بطلقات نارية أن الشرطة تصدت لنا دون أدنى تصرف منا يوجب الاحتكاك بهم وبدأوا بإطلاق النار فى الهواء لتخويفنا وبعد أنصرافنا وبعدنا عنهم دخلوا مركز الشرطة ، وجاء أخرون من فابريقة ببا لينضموا إلينا ففؤجئنا بضرب النار علينا بقصد من رجال الشرطة وأمام أعين الجميع .
ويذكر عكاشة نادى أحد المصابين بإحدى الأعيرة النارية أن رئيس المباحث محمد ضبش رفض نصيحة مأمور المركز بعدم استعمال العنف معنا وقام بإطلاق النار علينا هو وضابط معاونيه الملازم "حازم" وطاقم المخبرين والنبطشية لدرجة أن أحد المواطنين ويدعى أشرف سالم كان يقود سيارته قادما من القاهرة ولم يكن مشترك في المظاهرات وكان يسير ليشترى بعض الأغراض وعندما شاهد التظاهر ذهب ليعرف ماهذا ففؤجى بطلقات الرصاص توجه إليه ليردى قتيلا في الحال!!
ويقول محمد ربيع سرحان لقد كان الرصاص موجه للمتظاهرين مباشرة وبقصد من رجال الشرطة وهذا تصرف غير حكيم من محمد ضبش رئيس المباحث مما أدى إلى مقتل 12 من المتظاهرين ومنهم (أشرف فريد يسين ـ أحمد سعد مصطفى وشهرته عصفور ــ عماد محمد علي ــ مصطفى سيد محمد علي ــ أشرف سالم ــ حاتم سعيد حسين ــ مينا اسطفانوس نصر الله ــ أحمد حسن أحمد ورامى سيد حمزة منصور وأحمد محمود محمد .
كما أدى إلى إصابة العديد منا وهم حوالى 19 مصاب منهم رمضان أحمد بكرى ويونس سيد محمد ومصطفى محمد حسن وأحمد طه ومحمد رمضان عبد الحميد وعكاشة نادى وخالد جاد الله وآخرين .
ويذكر أحمد حسين محمد أن هذه المظاهرة كانت بسيطة وسلمية وكانت تضم كثير من المثقفين والمحامين وغيرهم من أفراد الشعب وما حدث من رجال الشرطة يدل على غباء حقيقي صدر من رجال مباحث شرطة ببا ..ويضيف أن المركز قد شب فيه النيران الساعة الثانية بعد منتصف الليل مما أدى إلى فرار المسجونين والخارجين عن القانون ولا علم لنا بمن قام بحرقه .
وقد ظهر في اليوم التالي بعض الصبية يمسكون السلاح المحروق ويبيعونه ب 40 جنيها وقد ذكر أن محمد ضبش رئيس المباحث قام بجمع الملفات الخاصة وبعض الأسلحة وأرسلها بعربة خاصة بالشرطة ولانعلم إلى أين أرسلها .
وقام المواطنون بعد ذلك بالهجوم على مقر مرور ببا نظرا بسبب الآسى والحزن على القتلى والمصابين مما دفعهم إلى إحراق المبنى وافساده .
وهناك العديد من رجال الوطن الذين كانوا باللجان الشعبية التى تقوم بحماية المنشآت والأهالى من البلطجة والخارجين عن القانون وتكون قواد لهذه اللجان منهم الشيخ إبراهيم إمام المسجد الكبير ببا والسيد علاء وزير وغيرهم من النبلاء وخصصوا أرقام استغاثة لمن يستغيث بهم وقاموا بحماية المدينة وما يجاورها مستغنين عن الشرطة التى خيبت ظنهم وقامت بملء قلوبهم بالرعب .
وهؤلاء المواطنون لايطالبون الشرطة بشىء ولكنهم يعبرون عن مطالبهم وحقوقهم ولكن كان رد الشرطة عليهم أعنف من رد النظام ولم تكن الشرطة هي النظام الذى يوفر للمواطن كرامته وحريته وعدالته الاحتماعية المحروم منها والمتشوق إلى أن يحققها على أرض الواقع .