السبت، 10 ديسمبر 2011

مازالت زراعات المنصورة تشكو نقص المياه


تحقيق / عبد الباسط عبدالحى

قرية المنصورة محل قروى الحمام بمركز ناصر ، تعدادها 8 آلاف نسمة ، حدودها قرية الحمام وعزبة محمود والحرجة ومنشأة هديب ، تُعد أصغر وأفقر قرية على مستوى محافظة بنى سويف وفقاً لإحصائيات مؤسسة مصر الخير التى صدرت مؤخراً ، و نسبة الأمية منتشرة فى القرية ، فالعادات والتقاليد تسيطر على عقول أهالى القرية فهم يصرون على زواج الفتيات مبكراً ، ويعتمدون على الزراعة بشكل أساسى لسد احتياجاتهم ولكن فى الحقيقة توجد مشكلة كبرى تؤثر على الزراعة فى هذه القرية فلا توجد مياه رغم وجود ترعتان بها.

   فى البداية يقول رجب خميس "مزارع" إن المياه لا تصل إلى الأراضى الزراعية على الرغم من إننا ندفع نقود لتسهيل المياه حتى تصل إلى الأراضى ، ولكن تصل بصعوبة شديدة ، و المسئولون يقومون بتحويل المياه إلى ترعة الفيوم ، أما بالنسبة لنا فلا توجد مياه ؛ بل والأكثر من هذا يوجد إهمال بشع ،ويتم إلقاء القمامة والحيوانات الميتة فى الترع مما يؤدى إلى إنخفاض فى نسبة المحصول وبالتالى هروب الفلاح من القرية إلى المدينة .
     وأفاد أشرف سيد "فلاح" إن بوابة المياه مغلقة تماماً ولا يتم فتحها إلا بعد فترة طويلة تكون تدمرت خلالها الزراعة وتلوثت البيئة بالقمامة التى يتم إلقائها فى الترعة وتسبب الأمراض وإنتشار الأوبئة والفيروسات.
    وأضاف رجب على "كاتب نيابة" إننى ذهبت إلى وكيل الوزارة لوضع حل لهذه المشكلة فرفض المقابلة بحجة أنه مشغول بالعمل ، وكان بعض المواطنون قد ذهبوا فى يوماً سابق ولكن لم تُحل المشكلة ، فالزراعة تتدمر يوما بعد يوم بسبب عدم وجود مياه ، ونحن بحاجة لحل سريع من أجل الحصول على محصول زراعى جيد.
    وأوضح أحمد محمود محمد "مهندس زراعى" إن حصة الفيوم فى المياه أكبر من حصة بنى سويف ولا نعلم السبب الرئيسى لذلك ، فالمياه لا تصل لنا إلا بعد فترة طويلة أى بعد موت الزراعة ، فكيف يُعالج الخطر الذى يدمر الأراضى الزراعية ؟!.. يجب إتخاذ اللازم قبل فوات الأوان !!
   وأضاف عاشور أحمد "عامل مسجد" إن البحار يقوم بفتح بوابة المياه بعد فترة تتراوح مابين 10 أيام أو 15 يوم ولمدة 4 أو 5 ساعات فقط وليس 24 ساعة وتصل المياه بعد مدة طويلة ، وذكر أن ترعة اليوسفى هى التى تتحول إليها المياه بكثرة وتوجد باللاهون بمحافظة الفيوم ، فهل هى أفضل من الترع الموجودة لدينا أم أن أهالى الفيوم يدفعون نقود أكثر منا!! فعدم وصول المياه إلى الترع يؤدى إلى اللجوء إلى المصارف ، أتمنى أن تفيق الضمائر النائمة من غفلتها.

   وأفاد صالح حسين "موظف" إن أهالى القرى المجاورة يقومون بإلقاء الحيوانات الميتة فى الترعة ولا توجد أى وسيلة لتنظيف الترعة مما يؤدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض وموت الزراعة يوم بعد الأخر بسبب عدم وجود مياه بالترعة لرى الأراضى الزراعية .

   وقال محمد البحار المسئول عن فتح بوابة المياه إنه يقوم بفتح البوابة كل 10 أيام لمدة 24 ساعة بناءً على التعليمات التى تأتى من الوزارة فليس لدى الصلاحية بتغيير هذه الأوامر .
    وقال عبدالحى سيد عبدالحى "نائب رئيس مجلس مدينة ناصر" إن دور الوحدة المحلية عمل محاضر ومخالفات لكل من يلقى القمامة بالترعة ،خاصة إذا كان المجرى المائى ملاصقاً لكتلة سكنية ،
ومديرية الرى هى الأساس فى التطهير فلديها بنود للتطهير وللأسف تطهر والناتج منه لم يتم رفعه ، ويترتب عليه تلوث البيئة وانتشار الأوبئة والأمراض ، وخاصة أن القرى بالنسبة للترع والمصارف تمثل عائق للتطهير .
وقال مختار سيد "مهندس الرى المسئول" نحن نسار ع فى إيجاد حل لمشاكل الترع ، ورفض التحدث بأية معلومات ، وقال إن مدير الرى أمره بعدم التصريحات الصحفية .

    وأكد عبداللطيف السعيد خالد "مدير عام رى بنى سويف" إن الترع تأخذ دورها 5 أيام عمالة و 10 أيام بطالة والمياه تصل والزرع يشهد على ذلك ، فالمياه تصل للنهايات وجميع الزراعة تعمل بصورة حسنة،ويتم إعطاء التعليمات بفتح المياة للترعة الفرعية الذى تأخذ من الترعة الرئيسية من المدير العام للتفتيش ثم الهندسة ، أما البحار فهو مجرد منفذ وهذه تعليمات الوزارة .
الحقيقة أن كلام السيد المدير مقنع ولكن يجب عليه الذهاب ليرى الترعتان الموجودتان بقرية المنصورة بقرية الحمام بمركز ناصر ، فلا يوجد بهما مياه بالفعل ، ويلقى بهما القمامة مما يؤدى إلى تلوث البيئة ،

ونناشد مدير عام رى بنى سويف بالاهتمام بالزراعة التى تموت يوم بعد الآخر ، فلماذا توجد مياه بكثرة فى ترعة اللاهون بمحافظة الفيوم وفى ترع المنصورة لا توجد مياه ؟!

فالمياه لا تصل للأراضى الزراعية مما يؤدى إلى موت الزراعة و الفلاح المزارع يهرب من القرية إلى المدينة ليبحث عن عمل آخر حتى يستطيع أن يعيش فى الحياة ، أتمنى النظر فى هذه القضية بالفعل والتحقيق وليس بالكلام فيجب تغيير نظرية قليل من الفعل وكثير من الكلام إلى كثير من الفعل وقليل من الكلام .

   وأناشد محافظ بنى سويف بإعطاء الأوامر لمديرية الرى للاهتمام بمشكلة نقص مياه الرى ، فالزراعة لا يمكن الاستغناء عنها ، ويجب الاهتمام بها وبالمزارع لإنتاج محصول جيد يسد حاجة المواطنين.





ليست هناك تعليقات: